نعم .. فحكاية "البطيخة القرعة" لا تفرق كثيراً عن حكاية "الحضري الهارب"، لا أتخيل أن يكون أكبر لاعب في النادي الأهلي و اللاعب الذي قضى "نصف" عمره حاملاً "للبطيخ" فوق عارضة المرمى يرقص به بعد كل بطولة للنادي الأهلي و يردد خلفه الجمهور "أرقص يا حضري .. أرقص يا حضري".
فكيف لي أن أتخيل أفضل حارس في أفريقيا و وحش أفريقيا أن يلعب في الفريق الذي يدعى "سيون" الذي ينافس وبكل قوة على "الهبوط" للدرجة الثانية بعد إحتلاله المركز الثامن من أصل 10 أندية، وكيف لي أن أتخيل هذا الحارس العملاق الذي كان يقول أنه "كابتن" النادي الأهلي بأن يلعب في فريق ويكون لاعب من هذا الفريق الذي يحتل المركز الثامن "كابتن" على هذا "الكابتن" هو "بطيخ" .. ولا إيه ؟!
كيف لوحش أفريقيا يرضى لنفسه أن يذهب لنادي لا يتعدى مشجعيه الألفين وربما الثلاثة آلاف مشجع .. وفي المؤتمر الصحفي يقول وبكل سزاجة أنه جاء إلى هذا النادي الكبير ليفرح جمهور ناديه ويحصد البطولات لهذا النادي العريق -تاريخ إنشاءه 1919م-، عندما دخلت إلى أذني هذه الكلمات التي تشبه "النكت" لم أشعر بنفسي إلا وأنا أضحك على هذا الكلام "المضحك"، أسيذهب إلى سويسرا ويترك مصر -80 مليون نسمة- حتى يفرح جمهور نادي في المركز الثامن ولا عزاء لجمهور مصر، هو "بطيخ" .. ولا إيه ؟!
أسيذهب لنادي لا تتعدى بطولاته 14 بطولة وهو حائز على 29 بطولة ويقول عليه نادي بطولات حقاً "إن لم تستحي .. فأفعل ما شئت".
تسائلت كثيراً لماذا فعل هذا "الحضري" مثل هذا التصرف وفي هذا الوقت خصيصاً من الموسم بعد لعبه مباراة المصري وسفره سراً إلى سويسرا ودون إعلام النادي الأهلي أو أحد من اللاعبين أو المقربين له في النادي وفعل مثل هذا التصرف الأهوج من أجل الإحتراف و "لي" ذراع الأهلي بالقوة للموافقة على الإحتراف و هو مثل أعلى لكل الأطفال و الحراس الناشئين.
نعم هو من حقه الإحتراف في أي وقت للحصول على "المال" أو الـ"money" ولكن ليس بهذه الطريقة المشينة والتي فيها تقليل كبير من نادي بحجم النادي الأهلي وليس مهم النظر إلى أنه تقليل من لاعب "باع" تاريخه أو نفسه من أجل "المال".
عصام الحضري قال أن هذا النادي سيلعب فيه 5 أو 6 شهور للإنتقال لنادي آخر أكبر، لماذا يا حضري لا تجعل الأهلي الذي "صنعك" و جعلك تحصد الألقاب و أوصلك إلى "أفضل حارس في أفريقيا" لا تعطيه جزئاً صغيراً من حقه عليك وهو أن تجعله ينال شرف التعاقد مع الأندية الكبرى التي على حسب كلامك تقول أنك ستحترف بها ويأخذ مقابل مادي يعوضه ولو القليل عما أنفقه عليك عندما كنت مصاباً أو تدريب أو سفر أو إقامة وغيرها من أفضال كثيرة جداً كان الأهلي يعطيهالك ولكن "لا حياة لمن تنادي".
هل تخيلت في يوم من الأيام عندما تضع قدمك على أرض مطار القاهرة و تقابل "الجماهير" التي كانت تكن لك كل "حب" وفي الوقت التي كانت ترفعك على أعناقها وفي يوم الفرحة والإحتفال بك كبطل "تتركهم وترحل" وتقول أنك تتمنى الإحتراف و إنه شئ يخصك ولا يخص سواك، هل تخيلت ماذا ستكون ردود أفعالها عندما يرونك أو ينظروا إليك بعدما "بعتهم" و "بعت" ناديك من أجل "الأموال".
ولكني أبشرك بأنك خسرت أكثر مما كسبت .. أنت كسبت "دولارات" ولكنك خسرت حب الناس وتعاطف الناس، الذي لن تستطيع أن تشتريه ولو بملايين "الدولارات" ولتذهب للجماهير الغفيرة التي تريد إسعادها والذين لا يتعدوا ثلاثة آلاف مشجع فلن تستطيع أن تشتري منهم حبهم لك، فالإحتراف يا "كابتن" هو أنك تلعب مقابل "كبشة الدولارات" فلا يوجد جمهور يؤيدك وقت حاجتك له ولا يوجد جمهور يحبك من أجل أنك اللاعب المفضل لهم ولا أي شئ، فأنت ستلعب مقابل "الدولارات" لا أكثر.
وفي النهاية أحب أن أقول لك أن الأهلي برجاله وبمدربيه و"بأمواله" صنع "سلعة" كانت تسمى سابقاً وحش أفريقيا ولكنها باعت تاريخها مقابل الدولارات، ولكن مثلما صنعتك ستصنع من هم أفضل منك و من هم لديهم ولاء وإخلاص لصاحب الفضل عليهم ولن ينكروا الجميل وأنتظر وحش أفريقيا القادم و أخيراً "كان عندنا سد وإتهد .. لكن بعون الله هنبني أشد".