عدد الرسائل : 34 العمر : 34 النوع : ذكر تاريخ التسجيل : 13/07/2011
موضوع: توجيهات رمضانيه الأربعاء 10 أغسطس - 18:26
أهلاً بك أيها الأخ المسلم الحبيب في هذا اللقاء الرمضانيالطيب المبارك، نلتقي معك لنرتقي بأنفسنا إلى الله، وينصح بعضنا بعضاً،فنحن جسد واحد يحن كل عضو إلى الآخر.
أيها الأخ الحبيب: إن الله قد امتن على عباده بمواسم الخيرات التي فيها تضاعف الحسنات، وتُمحى السيئات، وتُرفع الدرجات،وتتوجه فيها نفوس المؤمنين إلى مولاها، فيفلح من يزكيها، ويخيب من يدسيها،ومن أعظم هذه المواسم المباركة في هذه الأيام؛ شهر الصيام، إذ فيه تفتحأبواب الجنان، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين، وتضاعفالحسنات.
وشهركهذا لا بد أن تستغل أوقاته، وتستثمر أنفاسه، وتعمر لياليه، لكن كيف يكونذلك؟
هذه توجيهات رمضانية - أيهاالحبيب - ننصح بها أنفسنا وإخواننا حتى يكون هذا الشهر العظيم لنا لاعلينا، وحتى يخرج وقد رسمنا عليه بصمات خير، وعلقنا فيه مشاعل هداية تكونلنا ذخراً يوم الدين.
إنمن أعظم التوجيهات التي لا بد على كل مسلم ومسلمة أن يجعلها محط اهتمامه في هذا الشهر هي:
1.
استفرغ جهدك في حفظ الوقت:
فالوقت أيها المسلم هو عمرك الحقيقي، وكما قالالحسن: "ابن آدم إنما أنت أيام، إذا ذهب يومك ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهبالبعض أن يذهب الكل"، ويروى عنه أنه قال: "ما من يوم إلا ينادي: أني يومجديد، وأنا على ما يعمل فيّ شهيد، فاغتنمني فلو غابت شمسي لم تدركني إلىيوم القيامة .
2.
أكثر من قراءةالقرآن:
فإن القرآن الكريم هو النور الذي يضيء لك الطريق، ويكشف لك الحقائق،ويرفع نفسك لتسمو درجات في سماء السعادة، وفضاء غذاء الروح، بل هو روحالأرواح، وتأمل معي قول الحق - سبحانه -: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْأَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنجَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَلَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ> قال الضحاك: هو القرآن، وهو قول مالك بن دينار،وسماه روحاً لأن فيه حياة من موت الجهل، وجعله من أمره: بمعنى أنزله كماشاء على من يشاء من النظم المعجز، والتأليف المعجب
، "وكان مالك بن دينار يقول: يا أهل القرآن ماذازرع القرآن في قلوبكم؟ فإن القرآن ربيع القلوب كما أن الغيث ربيعالأرض .
فاعمر عمرك أيها المسلم بهذا القرآن العظيم، وخصَّ من عمرك هذاالشهر المبارك، ولا يَفُتْ عليك يوم ولم تقرأ فيه جزءاً من القرآن الكريمقراءةَ تدبر وتفكُّرٍ وتأمُّل عاملاً بقوله - تعالى -:
"إن الله عزَّ وجل يكره من كان جُلَّ همِّه أن يملأ بطنه، لأنالبِطنة تُذْهِب الفطنة، وتُوقع في الغفلة، وتشكِّل حجاباً حول القلب يحجبعنه نور المعرفة، ولذلك فرض الله - تعالى - الصِّيام على عباده تطهيراًلنفوسهم، وجلاءً لقلوبهم، وأمرهم بالاعتدال في طعامهم وشرابهم ليستفيدوامنه، ولئلا يُجهدوا جهازهم الهضمي، ويُحمِّلوه فوق طاقته، فتضطرب عمليات الهضم،ويؤدي بهم ذلك إلى أسوأ النتائج الَّتي تضرُّ بصحَّتهم، وسلامة أبدانهم،فالاعتدال مطلوب ومحمود، والشراهة والنهمة مكروهة مذمومة، والسعيد من احتاطللمرض واتَّقاه قبل وقوعه، وعمل بقوله - تعالى -: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْإِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ .
وعن أبي جحيفة - رضي الله عنه - قال: "أكلت ثريدة من خبز ولحم، ثمأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعلت أتجشأ، فقال: يا هذا كف عنا من جشائك؛فإن أكثر الناس شبعاً في الدنيا أكثرهم جوعاً يوم القيامة. وفي دفتر الحكمة: "من قلَّ طعامه صح بطنه، وصفا قلبه، ومن كثرطعامه سقم بطنه، وقسا قلبه، وقالوا: لا تميتوا القلوب بكثرة الطعاموالشراب؛ فإن القلب كالزرع إذا كثر عليه الماء مات.